بقلم المهندس/ طارق بدراوى
حدائق القبة أحد أرقى أحياء مدينة القاهرة العاصمة المصرية وكان من الأحياء التي يسكنها أثرياء مصر ووجاهؤها وكانت منطقة حدائق القبة تعتبر من المناطقة المرغوبة للسكن من جانب طبقة الباشاوات وأثرياء المصريين والأجانب ورجال الحكم وعرف عنها كثافة الأشجار والحدائق المحيطة بالقصور الكبيرة التي تنتشر بها ومن أشهر وأهم شوارع المنطقة شارع مصر والسودان وكان إسمه القديم شارع ملك مصر والسودان حيث كان يقع في نهايته قصر القبة التي كان يسكنها الملك فؤاد الأول وإبنه الملك فاروق الأول من بعده وحتى عهد الرئيس جمال عبد الناصر كان الطريق الرئيسي له الذي يمر به إلى الجانب الآخر من المدينة وفي ذلك العهد لم يكن من المسموح بتاتا بفتح محال تجارية أو شركات به وتبلغ المساحة الكلية لحي حدائق القبة حوالي 9 كيلو متر مربع والمساحة المأهولة منها حوالي 2.56 كيلو متر مربع وعدد سكانه حوالي 345 ألف نسمة ويحده من الشمال قسم الأميرية ومن الجنوب حي الوايلي وحي الظاهر ومن الشرق حي الزيتون ومن الغرب حي الزاوية الحمراء وحي الشرابية …..
ويعود تارخ حي حدائق القبة إلي عام 872 هـ حينما أمر السلطان المملوكي الأشرف قايتباي بإرسال حملة رابعة إلى الشام للقضاء على تمرد شاه سوار أحد ملوك الشام وقرر قايتباي أن يرأس الحملة أشرس وأرع قادة جيشه وهو الأمير يشبك الدوادار وبالفعل عاد يشبك الدوادار من حملته منتصرا ومعه شاه سوار وإخوته وجماعة من قادته حيث تم إعدامهم في مصر وبعد ذلك بعشر سنوات وتحديدا في عام 882 هجرية تملك الأمير يشبك الدوادار قطعة أرض بناحية المطرية وبنى في هذه القطعة قبة فخمة عالية لينزل فيها عندما يخرج من القاهرة للتنزه وذلك لطيب هوائها وتوسطها بين الأراضي الزراعية والأراضي الصحراوية الجافة وكذلك بعيدا عن ضوضاء العاصمة وقتها وكأن الضوضاء هي سمة مدينة القاهرة على مر العصور وعندما تولى حكم مصر السلطان الأشرف أبو النصر قنصوة الغوري عام 906 هـ حظا حظو الأمير يشبك فإتخذ هذه القبة مقعدا ينزل فيه كلما أراد التنزه والرياضة والتخفف من أعباء الحكم وكان يبيت فيها من وقت لآخر طوال مدة حكمه بل إنه أنشأ بجوارها عددا من الفساقي يجري فيها الماء وحفر بئرا ليشرب منه المسافرون الذين يمرون من تلك المنطقة وهكذا عرفت المنطقة بإسم قبة الغوري بعد أن أصبحت جزءا من أملاكه ولا تزال هذه القبة موجودة إلى الآن وكما هي العادة في بناء القباب فإن القبة بها محراب أنشئ من يوم بنائه وفي أوائل القرن الحادي عشر الهجري بدأ الناس يبنون دورهم وبيوتهم بجوار هذه القبة حيث تكونت قرية جديدة عرفت بإسم القبة نسبة إلى هذه القبة ومن هنا جاء إسم الحي العريق وأصبحت من ضمن القرى التابعة لناحية المطرية وظل العامة يقولون قبة الغوري أو قبة العزب لأنه كان يسكنها بعض عساكر طائفة عزبان الذين كانوا يحرسون القلاع فعرفت بإسم قبة العزب وفي أيام الحملة الفرنسية على مصر دفع كليبر في سهل القبة بقواته ليقاتل الجيش العثماني في معركة عين شمس وفي السهل نفسه نظم عرضا عسكريا بعد إخماده لثورة القاهرة الثانية ولكن في عام 1228 هجرية الموافق عام 1813م أي في عصر محمد علي باشا تم فصل قرية القبة هذه من كونها من توابع لناحية المطرية لتكون قرية مستقلة ثم جاء إبنه الأكبر القائد إبراهيم باشا ليبني قصرا في هذه المنطقة واحاطه ببستان كبير ثم آل القصر من بعد إبراهيم باشا لإبنه مصطفى باشا فاضل حيث قام مصطفى باشا ببيع القصر لإبنه القاصر عثمان بك في عام 1856م إلى أن جاء الخديوى إسماعيل وتولى حكم مصر عام 1863م فإشترى القصر ثم أعاد بنائه مرة أخرى في عام 1869م وتم تسميته قصر القبة وأحاطه بحدائق شاسعة تضم أنواعا عديدة ونادرة من الأشجار والأزهار والورود وتعتبر حدائق قصر القبة من أجمل حدائق العالم وتكون مع القصر وحدة عالمية تجمع بين جمال البناء للقصر وجمال تنسيق الحدائق المزهرة المثمرة حيث بني على مساحة 70 فدان ويتكون القصر من 400 غرفة كما أن هناك تشابه في اللمسات الفنية والمعمارية بين قصر القبة وقصر رأس التين الذي بناه محمد علي باشا في الإسكندرية ومن الغريب بل والعجيب أن الخديوي إسماعيل بعد أن بني هذا القصر المنيف عرضه يوما للبيع حيث عرض الخديوي إسماعيل بيع قصر القبة وطلب 50 ألف جنيه ثمنا له وشاءت الأقدار ألا تتم عملية بيع قصر القبة ليستمر هذا القصر قيمة تاريخية ومعمارية وزراعية نادرة إذ إهتم به بعد ذلك إبنه الملك فؤاد الذي حكم مصر بين عام 1917م وعام 1936م حيث إهتم به وحافظ عليه وزاده بهاءا وجمالا وكان هو محل إقامته وشاء القدر أن توافيه المنية داخله وأن تشيع جنازته منه ورممه بعد ذلك إبنه الملك فاروق الذي حكم مصر بعد والده الملك فؤاد عام 1936م وحتي عام 1952م وإتخذ منه أيضا محلا لإقامته إلى أن تنازل عن العرش يوم 26 يوليو عام 1952م حيث لم يقدر لآخر ملوك مصر الملك أحمد فؤاد الثاني أن يقيم فيه لأنه سرعان ماتم إلغاء الملكية في مصر وإعلان الجمهورية ……
ولم تقف أعمال تعمير المنطقة عند إقامة قصر القبة إذ تألفت شركة حدائق القبة في عام 1908م في عهد الخديوى عباس حلمي الثاني الذى حكم مصر بين عام 1892م وحتي عام 1914م وكان الغرض منها تعمير منطقة مساحتها 100 أفدنة وأن تتولى تقسيمها وأنشأت تلك الشركة شارعا رئيسيا يخترق تلك الأرض عرضه 66 قدما كما أنشأت عددا من الشوارع تتفرع منه وإنتعشت بسرعة أعمال البناء والتعمير التي قامت بها الشركة أو الأفراد حتى إتصلت القبة بقلب القاهرة من ناحية وبضاحية مصر الجديدة التي أنشأها البارون إمبان البلجيكي الجنسية في نفس الوقت تقريبا من الناحية المقابلة وإتجه كبار القوم والأغنياء من الأمراء والباشوات وكبار التجار وأخذوا يبنون قصورهم وبيوتهم بالقرب من قصر القبة وإمتازت هذه القصور والفيلات بكثرة الحدائق وهكذا نشأ حي حدائق القبة وأصبح حي حدائق القبة الآن يضم مناطق حدائق القبة وكوبري القبة وحمامات القبة وسراي القبة وكلها بدأت وتنتسب لتلك القبة التي أنشأها الأمير يشبك الدوادار والذي يوجد شارع بإسمه في المنطقة يسمي شارع الدوادار …..
ومن أهم معالم حي حدائق القبة قصر القبة كما أسلفنا القول أكبر قصور الحكم المصرية وأشهرها على الإطلاق ومساحته بلغت من الضخامة أن يمتد طول القصر بطول 3 محطة لمترو الأنفاق في القاهرة فهو يمتد من محطة كوبري القبة إلى محطة سرايا القبة مرورا بمحطة حمامات القبة ومن الأحداث التاريخية التي شهدها هذا القصر وفاة الملك فؤاد داخله وخروج جنازته منه وبعد عودة الملك فاروق من إنجلترا لتولي العرش ألقى من مكتبه بهذا القصر كلمة لشعب مصر عبر الإذاعة المصرية بمناسبة جلوسه علي العرش يوم 8 مايو عام 1936م وإتخذ الملك فاروق منه مقرا لحفظ مجموعاته من الطوابع والساعات والمجوهرات والتحف النادرة وبعد قيام ثورة يوليو عام 1952م صودر القصر مع باقي القصور الملكية الأخرى وأصبح أحد القصور الرئاسية الأساسية الثلاثة إلي جوار قصر عابدين بالقاهرة وقصر رأس التين بالإسكندرية وكان الرئيس الراحل جمال عبد الناصر يستخدمه في إستقبال الزوار الرسميين لمصر كما سجي فيه جثمانه بعد وفاته يوم 28 سبتمبر عام 1970م لحين تشييع جنازته يوم 1 أكتوبر عام 1970م ومؤخرا إستقبل فيه الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسي ضيف مصر الكبير الرئيس الروسي فيلاديمير بوتين عند زيارته لمصر منذ عدة شهور …..
وبالقرب من قصر القبة يوجد قصر آخر من القصور الملكية هو قصر الطاهرة والذى تم بناؤه في أوائل القرن العشرين الماضي علي يد المهندس المعمارى الإيطالي الشهير أنطونيو لاشياك ليكون ملكا للأميرة أمينة إبنة الخديوى إسماعيل وابنها محمد طاهر باشا وتم البناء علي الطراز الإيطالي كما يظهر جليا في السلالم الرخامية والأسقف المرمر الرائعة بالقصر وكان هذا المهندس المعمارى الإيطالي من أبرع المهندسين الأجانب الذين عملوا في مصر في تلك الفترة وله أعمال عديدة أخرى منها الفرع الرئيسي لبنك مصر بشارع محمد فريد والمبني القديم لوزارة الخارجية المصرية بميدان التحرير وبالقياس للقصور الملكية الأخرى يعد هذا القصر صغير نسبيا ولكن براعة مصمم القصر مكنته من إستغلال مساحة القصر الصغيرة بتوازن وجاذبية في الشكل وكان لتأثيثه من الداخل وإختيار ديكوراته دورا مهما في توفير الراحة والسكينة للمقيمين بالقصر وزائريه حيث وزعت التحف وقطع الأثاث داخل الغرف بتناسق وجمال ينم عن ذوق رفيع وقد عاش محمد طاهر باشا جزءا من حياته في إسطنبول بتركيا ولم يتزوج إلا في سن متأخرة وكان محبا للرياضة ولذلك تم اختياره كأول رئيس للجنة الأوليمبية المصرية وللنادى الملكي للسيارات ولنادى محمد علي ونظرا لأنه كان مواليا للألمان أثتاء الحرب العالمية الثانية فقد تم تحديد إقامته في منزل بحلوان ثم في المستشفى العسكرى بالقبة ثم في سجن بسيناء وكان يقيم في القصر حينذاك أفراد من أسرته ثم تم الإفراج عنه مع قرب إنتهاء الحرب وهزيمة ألمانيا وفي منتصف الأربعينيات إشترى الملك فاروق القصر من محمد طاهر باشا ليقدمه هدية لزوجته الملكة فريدة في أحد أعياد ميلادها وإنتقل محمد طاهر باشا للإقامة في فيلا أنيقة بحي الزمالك وفي عام 1953م تم مصادرة القصر ضمن القصور الملكية التي صودرت بعد ثورة 23 يوليو عام 1952م وبعدها كان القصر يخصص لإقامة ضيوف مصر من الملوك والرؤساء والشخصيات الهامة حيث أقام به فترة الملك سعود بن عبد العزيز ملك السعودية الأسبق بعد تركه الحكم وفي عام 1973م أقام فيه الرئيس الراحل أنور السادات أثناء حرب أكتوبر لقربه من مركز عمليات القوات المسلحة بمدينة نصر وفي عام 1980م أقامت به الشهبانو فرح ديبا أرملة شاه إيران الراحل قبل إنتقالها للإقامة في فرنسا ……
ومن معالم هذا الحي مبنى المخابرات العامة المصرية ومستشفي وادى النيل التابع لها وهو مركز محصن نتيجة لوجود قصر القبة في الجهة الشرقية ومستشفى وادى النيل التابعة للجهاز في الجهة الغربية وإسكان الضباط في الجهتين الشمالية والجنوبية فضلا عن الحراسة المشددة عليه والكاميرات التلفزيونية المسلطة على المنطقة المحيطة به ليلا ونهارا ويحيط بالمبنى سور يبلغ إرتفاعه خمسة أمتار وجهاز المخابرات العامة المصرية أو جهاز المخابرات العامة هو جهاز الإستخبارات المصري والذى يتكون شعاره من عين حورس الشهيرة في الأعلى وأسفلها مباشرة نسر قوي ينقض على أفعى سامة لينتزعها من الأرض ويرمز الشعار لقوة الجهاز وصرامته في مواجهة الأخطار والشرور التي تواجه الأمن القومي للبلاد وقد أُنشئ هذا الجهاز بعد ثورة يوليوعام 1952م لكي ينهض بحال الإستخبارات المصرية حيث أصدر الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر قرارا رسميا بإنشاء جهاز إستخباري حمل اسم المخابرات العامة في عام 1954م وأسند إلى زكريا محي الدين عضو مجلس قيادة الثورة ورئيس الوزراء فيما بعد مهمة إنشائه بحيث يكون جهاز مخابرات قوي لديه القدرة على حماية الأمن القومي المصري ورغم جهود كل من زكريا محي الدين وخلفه المباشر علي صبري إلا أن الإنطلاقة الحقيقية للجهاز كانت مع تولي صلاح نصر رئاسته عام 1957م حيث قام بتأسيس فعلي لمخابرات قوية وإعتمد على منهجه من جاء بعده فقد قام بإنشاء مبنى منفصل للجهاز وإنشاء وحدات منفصلة للراديو والكمبيوتر والتزوير والخداع وقام الجهاز بأدوار بطولية عظيمة قبل وبعد حرب يونيو عام 1967م وهذه العمليات هي التي ساهمت بدورها بشكل كبير في القيام بـ حرب أكتوبر عام 1973م ولتغطية نفقات عمل الجهاز الباهظة في ذلك الوقت قام صلاح نصر بإنشاء شركة النصر للإستيراد والتصدير لتكون ستاراً لأعمال المخابرات المصرية بالإضافة إلى الإستفادة منها في تمويل عملياته وبمرور الوقت تضخمت الشركة وإستقلت عن الجهاز وأصبحت ذات إدارة منفصلة ومن الجدير بالذكر أن المخابرات العامة المصرية تمتلك شركات أخرى داخل مصر أغلبها للسياحة والطيران والمقاولات وتعود تبعية الجهاز لرئاسة الجمهورية بشكل مباشر …..
ويوجد بحي حدائق القبة ايضا المستشفي الكبرى للقوات المسلحة بكوبري القبة ويشق حدائق القبة شارع الملك المعروف بإسم شارع مصر والسودان ويوجد بالحي مجموعة من الشركات الكبرى والمحال التجارية الكبرى مثل عمر أفندي وصيدناوي والمطاعم العالمية مثل كنتاكى فرايد تشيكن وماكدونالدز ومجموعة من أكبرالبنوك مثل البنك الأهلي القطرى وكريدى أجريكول أما بالنسبة للأماكن الترفيهية يوجد مول السراى مول بشارع ولي العهد ويوجد نادي مصر للبترول بشارع سكة الوايلى وتعد المنطقة من أكثر المناطق ربطا بين مناطق العاصمة القاهرة المدينة الأم فمنها يسهل الوصول جدا إلى الميادين الرئيسية العامة في قلب العاصمة كالتحرير والعتبة ورمسيس والعباسية وكذا فإنه من اليسير الوصول إلى الجهة الأخرى منها حيث مصر الجديدة وميدان روكسي ومدينة نصر والتجمع ويذكر أن غرب العاصمة ومنطقة شبرا من المناطق القريبة وإلى المحور باتت الحدائق من أقرب المناطق وصولا وكذلك ليس الطريق الدائري منها ببعيد وبالنسبة للآثار الموجودة بالمنطقة غير قصر القبة يوجد علي مقربة منه من ناحية ميدان الحدائق مسجد قبة يشبك بن مهدي الذى أنشيء عام 881 هجرية ويشبك بن مهدى أحد المماليك الذين جلبهم السلطان الظاهر جقمق ليؤلف منهم بعد تربيتهم وتدريبهم حاميته العسكرية وكان ذلك عام 842 هجرية الموافق عام 1438م وكانت سن يشبك وقت جلبه لا تعدو ثلاثة عشر عاما ولذلك فقد لقب بالصغير بالمقارنة إلى المماليك الذين كانوا يشترون في ذلك الوقت في عصر المماليك الجراكسة من كبار السن والذين يسمون بالمماليك الأجلاب أو الجلبان وتتكون القبة من مربع كبير يبلغ طول ضلعه من الخارج 13.75 متر ويرتفع عن مستوى الشارع بمقدار 2.5 متر حيث بأسفله دور أرضي كان يستخدم لتخزين المياه ويبلغ الإرتفاع الكلى للقبة عشرين مترا و تقع القبة أمام قصر القبة وبجوار إدارة مرور حدائق القبة كما يوجد مسجد عين الحياة الذي شيدته الأميرة عين الحياة والذي حفر في رؤوس المصريين وقلوبهم بمسمى جامع كشك نسبة إلى العالم الداعية الراحل الشيخ عبد الحميد كشك حيث كان يلقي من خلاله دروسه وخطبه الدينية ….
ويوجد بالحي أحد أقدم ستديوهات التصوير السينمائى في مصر وهو ستوديو جلال وسمى بهذا الإسم نسبة إلى المخرج الشهير أحمد جلال وهو يعتبر أحد أعرق واقدم ستوديوهات التصوير السينمائى فى مصر والعالم العربى وقد واتت المخرج الراحل أحمد جلال فكرة إنشاء ستوديو سينمائي مجهز بأحدث الآلات والأجهزة وتمسك هو وزوجته ماري كويني بالفكرة وعزموا على تنفيذها ونجحا في وضع حجر الأساس لمشروعهما في شهر مارس عام 1944م وفي ذكرى عيد زواجهما في عام 1945م كان ستوديو جلال قد تم بناؤه وكان أول فيلم تم تصويره فيه هو فيلم أم السعد للمخرج أحمد جلال وبطولة ماري كويني ومحمد سليمان ثم توالت الأفلام التي صورتها شركة جلال في الإستوديو ومن بينها بين نارين وعودة الغائب والذي كان آخر فيلم أخرجه أحمد جلال والذي عرض بعد وفاته في عام 1947م وبعد وفاة أحمد جلال صممت أرملته الفنانة ماري كويني علي مواصلة مشواره لذا قررت أن تقوم بإدارة الإستوديو وتطوير أنشطته وتحديث آلاته وفي عام 1958م إفتتحت معملا لتحميض وطبع الأفلام الملونة قبل أن تنتقل ملكية الإستوديو إلى شركة مصر للإستوديوهات عام 1963م ولتكريم إسم زوجها الراحل فقد أصرت في عقد البيع أن يظل الإستوديو يحمل إسمه إلا أن هذا الصرح السينمائى العظيم وقع فريسة للإهمال الحكومى والبيروقراطية فتدهور حاله وإنهارت بنيته التحتية تدريجيا فى غياب الصيانة والإدارة الفنية الواعية رغم إحتضانه لأغلب أفلام المخرج الكبير الراحل يوسف شاهين والذى كان مغرما بالعمل فى ستوديو جلال وبعد عام 2000م قام الفنان الكبير رأفت الميهى بإستئجار الإستوديو من الدولة وأعاد بناءه بالكامل ليس معماريا فقط بل وإنشائيا أيضا ليقدم للسينما والثقافة والفن فى مصر رئة جديدة توفر مكانا لائقا بالفنانين والعاملين بالإنتاج السينمائى والتليفزيونى فى مصر فتم تجديد البلاتوهات كلية وتكييفها وتزويدها بالعزل الصوتي والمعدات الحديثة كما قام بتوفير غرف مكيفة للفنانين أعدت حسب المعايير الفندقية وجمع فى إعادة تصميم وتأهيل المكان بين توفير سبل الراحة للعاملين وإمكانية الإستفادة العملية من المساحات والزوايا المختلفة حتى إشتهر ستوديو جلال بكونه ستوديو من فئة الخمس نجوم ولم يكتف الفنان الكبير رأفت الميهى بذلك فإتسعت رؤيته لتشمل تحويل ستوديو جلال لصرح صناعى تعليمى فنى يثرى فن السينما عن طريق تعليم وتخريج أجيال من الفنانين والمتخصصين فى كافة فروع فن وصناعة السينما من إخراج وسيناريو ومونتاج وتمثيل وتصوير وخلافه فقام الفنان الكبير فى عام 2003م بإنشاء أكاديمية فنون وتكنولوجيا السينما التى قدمت جيلا تلو جيل من الفنانين الشبان الموهوبين والذين حصدوا العديد من الجوائز المحلية والدولية والذين ساهموا فى إثراء فن وصناعة السينما. ومن الأفلام الحديثة التي صورت به كان فيلم وداعا بونابارت حيث كان المخرج الراحل يوسف شاهين مخرج هذا الفيلم من أكثر المخرجين حبا لإستخدام هذا الإستوديو وبالإ ضافة إلي ماسبق يوجد أيضاً بالحى مدارس عديدة منها مدارس محمود فهمى النقراشى باشا النموذجية الإبتدائية والإعدادية والثانوية ومدرسة خالد بن الوليد الإبتدائية وكذلك مدرسة أحمد بك ماهر التعليمية التي تحولت إلى إدارة تعليمية لمنطقة الحدائق والزيتون التعليمية …..
ومن اشهر الشخصيات واعلام المجتمع الذين سكنوا بهذا الحي الملك فؤاد الأول والملك فاروق الأول والرئيس الأسبق لمصر محمد نجيب والرئيس الراحل أنور السادات قبل أن يتولى الحكم في فترة الخمسينيات والقارئ الشيخ محمد صديق المنشاوي والمجاهد الجزائرى العظيم الأميرعبد القادر الجزائرى ولا يزال قصره حتى الآن يوجد خلف مدرسة النقراشى الإعدادية والداعية الجليل الشيخ عبد الحميد كشك العالم الجليل صاحب كلمة الحق وكان يسكن في شارع يحمل إسمه وكان قبل ذلك يسكن بدير الملاك وبرهان الدين ربانى أول رئيس أفغانى بعد رحيل السوفييت عام 1992م وكان يقيم بقصره في شارع على شعراوى وخرج من قصره في القاهرة مباشرة إلى مقر الحكم في كابول العاصمة الأفغانية عام 1992م وإضطر لترك كابول مرة أخرى عام 1996م أمام زحف ثوار طالبان ومحمد عبد الفتاح إبراهيم وكان يسكن في شارع منية الإصبع وشغل منصب محافظ البنك المركزى ثم وزير التأمينات الإجتماعية وأنيس عبيد وهو أشهر وأول من أدخل صناعة ترجمة الأفلام كتابة على الأفلام الأجنبية وكان يسكن في شارع منية الإصبع وحافظ عفيفي باشا آخر رئيس للديوان الملكي في عهد الملك فاروق وكان قصره في شارع مصر والسودان ناصية شارع الجراج وقد أزيل هذا القصر وبني مكانه مجموعة من الأبراج ود/ مفيدة عبد الرحمن أول محامية في مصروالشاعر الكبير محمد مصطفى الماحى وكان يسكن في شارع البحترى وقد قام الشاعر محمد مصطفى الماحى بتسمية كثير من شوارع حدائق القبة بأسماء شعراء مثل البحترى والمتنبى وأبو تمام والبابلى والفريق مصطفى الماحى ياور رئيس الجمهورية الراحل الرئيس محمد أنور السادات وشاعر الشباب أحمد رامى وكان يسكن في شارع منية الإصبع وكانت تزوره السيدة كوكب الشرق أم كلثوم في هذا المسكن حتى وفاتها واللواء/ إبراهيم الحسينى باشا وكان حكمدار بوليس الإسكندرية وقت رحيل الملك فاروق وهو الذي أمن عملية خروج الملك وينسب إليه الفضل في حقن دماء كثيرة بمنعه تصادم البوليس مع قوات الجيش لحظة مغادرة الملك للبلاد وكان يسكن في شارع الحسينى المسمى على إسمه وتم تعديله لشارع المتنبى ومحمد كامل بك غريب وكان يشغل منصب رئيس حسابات الخاصة الملكية وقت تولى الملك فؤاد للحكم وكان يسكن برقم 1 شارع البحترى والمستشار محمد سعيد العشماوى رئيس محكمة النقض وإبنه سعيد محمد سعيد العشماوى رئيس محكمة النقض أيضا والحفيد محمد سعيد العشماوى نائب رئيس محكمة النقض وتوجد فيلتهم في شارع البحترى وقد تم هدمها وإنشاء برج سكنى من 13 طابق واللواء محمد على خليل الديب وشغل منصب مدير عام إتحاد كرة القدم منذ عام 1963م وحتى وفاته سنة 2004م وأحمد محمد عبد الرحمن الهوان الشهير بإسم جمعة الشوان والذى يعتبر من أهم العملاء الذين شهدهم صراع المخابرات المصرية الإسرائيلية والفنان فريد الأطرش والفنان إسماعيل ياسين والفنانة أسمهان والفنان محمود شكوكو والفنان أنور وجدي والفنان حسن عابدين والمذيع ماجد عبد الرازق والفنانة حنان ترك والفنان نجاج الموجى والفنان أحمد بدير …..
ومن أشهر الشوارع بحي حدائق القبة شارع مصر والسودان والذى كان إسمه شارع ملك مصر والسودان وشارع ترعة الجبل وشارع الدوادار وشارع الجراج وشارع سكة الوايلى وشارع الخليج المصري وشارع المتنبى وشارع الشهيد محمد نبيل السباعى وكان إسمه منية الإصبع سابقا وشارع السلامونى وشارع الأشمونى وشارع ولى العهد وشارع الشيخ غراب وشارع المخابرات وشارع أحمد بسيونى وشارع على باشا شكور وشارع نجيب باشا شكور وشارع سالم محمود وشارع أحمد باشا كمال وشارع الأرمناوى وشارع أحمد شفيق وشارع إستوديو جلال وشارع أحمد زكى وشارع الشيخ البابلى وشارع على باشا شعراوى وشارع هدى شعراوى وشارع المحروسة وشارع الخندق وشارع أحمد باشا كمال وشارع الشيخ الأجهورى وشارع الجناين وشارع البحتري وشارع الشيخ الشبراخيتى وشارع أحمد سمير هانى وشارع ترعة الجندى وشارع محمد عبد الرحيم وشارع عزام وشارع فضل وشارع عبد المنعم العربي وشارع القصر وشارع قاسم أمين وشارع السيد حسين وشارع الساقية ومن أهم الميادين بالحي ميدان القبة وميدان قصر الطاهرة وميدان إبن سندر …..